languageFrançais

كيف قيّم ناشطان سياسيان أهمّ محطات 2021 ؟

أكّدت نورس الزغبي الدوزي الناشطة السياسية في برنامج ميدي شو اليوم الجمعة 24 ديسمبر 2021 أنّ لا احد يمكنه أن ينكر أن تاريخ 17 ديسمبر 2010 هو أول نداء للتضامن بين الشعب التونسي بعد الاعتداء على البوعزيزي وحرقه لنفسه احتجاجا على تعامل الأمنيين معه.

وقالت "هبّة الشعب التونسي تضامنا مع البوعزيزي هي أول شرارة ومن خرجوا آنذاك لم يرفعوا شعارات مسيسّة بل طالبوا بالشغل والحرية والكرامة".

واعتبرت الزغبي أنّ ما يقوم به رئيس الجمهورية قيس سعيد لا يمثل 17 ديسمبر و14 جانفي لأنه لم يكن متواجدا في التاريخين المفصليين في تونس، مشيرة إلى أنّ البعض يحاول تناسي أن العديد من الأحزاب كانت منضوية تحت غطاء الإسلام السياسي وليس فقط النهضة "والجميع فتحوا باتنيدة الثورة رغم إنهم لم يكونوا فاعلين في الثورة ولم يشاركوا فيها".

وعن فكرة العيش المشترك، قالت ضيفة ميدي شو إنّ أول من طالب بهذه الفكرة هو الشهيد شكري بلعيد الذي دعا إلى أن تكون تونس دولة مدنية ديمقراطية يمكن أن تستوعب الجميع.

وشدّدت على ضرورة المرور إلى المحاسبة بسبب ما عاشته الدولة من فساد واغتيالات، لافتة إلى أنّ "الدولة أصبحت تحتكر العنف وهناك أحزاب ارتكبت جرائم انتخابية ومازالت تحكم ورئيس يحتكر كلّ السلطات بيده.."

واعتبرت أنّ خارطة الطريق التي أعلن عنها قيس سعيد لا تمثله إلا هو وحلفاؤه لأنه لم يتم القطع مع المنظومة الجقديمة "وحتى في خياراته ومراسيمه كالمعتاد تم توجيهها للموظفين والطبقة المتوسطة فيما بقيت العائلات المتحكمة في مفاصل الاقتصاد غائبة عن المحاسبة" وفقا لتعبيرها.

رئيس الجمهورية في برج عاجيّ

وشدّدت الناشطة السياسية على أنّ رئيس الجمهورية "بقي في برج عاجيّ يحلم بأشياء لا يمكن أن تطبق في أرض الواقع ولا يعلم ماذا يحدث في تونس، في المقابل الشباب ضائع بين سوريا والسواحل الايطالية".

ولفتت إلى أنّ تاريخ 25 جويلية كان منعرجا ونقطة ضوء "واعتقدنا أن النهضة ستحاسب وتنتهي العتمة وتقوم دولة حقيقة.. أمّ المعارك اليوم هي المعركة الاقتصادية والاجتماعية".

وعن تطلعاتها للسنة الجديدة، قالت نورس الزغبي "نحن ماشين نحو هفهوف"، موضحّة أن قرارات الارتجالية لرئيس الجمهورية تتسبب في خسارة الكثير من الوقت كما أنه لا توجد قرارات واضحة. 

وتساءلت "سعيّد يرغب في تغيير الدستور فعن أي انتخابات يتحدث والأحزاب التي ارتكبت جرائم انتخابية مازالت موجودة في الساحة السياسية؟ ومن سينتخب وأين وكيف ستتم؟ وإن كانت تشريعية فلماذا الحديث عن الحكم القاعدي؟"

النهضة لم تكن بعيدة عن الثورة

بدوره تحدّث أحمد الفلاح عضو المكتب السياسي لحركة النهضة عن تاريخ 17 ديسمبر، قائلا إنّه "يوم لا يُمحى وسيبقى نجمة شرف على جبين كلّ التونسيين الذين خرجوا في موجة كبيرة من التضامن و14 جانفي بداية تتويج لشهر الثورة ولا يمكن اعتباره انقلابا على الثورة بل هو بداية مرحلة فاصلة انتقلت فيها الدولة من فترة حكم دكتاتوري إلى فترة رفاهة وديمقراطية".

وتابع "الـ10 سنوات الأخيرة شهدت الكثير من الأخطاء وهو أمر طبيعي لأنها فترة مرتبطة بمرحلة انتقالية لكن لم تشهد انقلابا على الثورة وأهدافها كما يحدث الآن".

وقال الفلاح إنّ النهضة لم تكن بعيدة عن الثورة لأنها قامت بنضالات من أوائل الثمانينات ولم تكن منفصلة عن تاريخ 14 جانفي ''فأحداث الحوض المنجمي أيضا من التراكمات ونفس الشيء نضالات الحقوقيين والحركات الطلابية ونضالات النهضة كلها ساهمت في اندلاع شرارة الثورة". 

وأشار عضو المكتب السياسي لحركة النهضة إلى أنّ المجتمع التونسي قبل كل الأطياف والتوجهات لبناء البلاد دون تقسيمات إيديولوجية "والجميع مشترك في عملية البناء والمحاسبة كما أنّ النهضة اعترفت أن الحكم أمر صعب وتم ارتكاب أخطاء".

واعتبر أنّ النهضة في خياراتها لم تكن ارتجالية بل حرصت على البناء لكن رئيس الجمهورية تطاول على الفصل 80 وفعّله وقطع مسارا كاملا من خلال انقلاب 25 جويلية، وفقا لتعبيره.